[size=18]
بعض أنواع السقوط لا يعادله مرارة سوى مرارة الموت
..
فالبعض يسقط من العين ..
والبعض يسقط من القلب ..
والبعض يسقط من الذاكرة ..
والذي يسقط من العين ..
يسقط بعد مراحل من الصدمة ..
والدهشة
.. والاستنكار ..
والاحتقار
ومحاولات فاشلة لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط!! ..
سقوط القلب
.. يلي مراحل من الحب ..
والحلم الجميل ..
والإحساس بالضياع والندم ..
ومحاولات فاشله لاحياء مشاعر ماتت ..
وسقوط الذاكرة ..
يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين ..
وبعد معارك مريرة مع النسيان ..
ناتجة عن الرغبة في التمسك بأطياف أحداث انتهت ..
وغالباً يكون سقوط الذاكرة هو آخر مراحل السقوط وأرحم أنواع السقوط ..
وليس بالضرورة أن الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك ..
أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك ..
فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط ..
فالبعض يسقط من قلبك
لكنه يظل محتفظاً بمساحاته النقية في عينيك ..
فيتحول إحساسك المتضخم بحبه
إلى إحساس متضخم باحترامه ..
فتعامله بتقدير
.. امتناناً لقدرته السامية في الاحتفاظ بصورته الملونة في عينيك ..
رغم محو الصورة من قلبك ..
هذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته
.. شكراً ..
أما المعاناة الكبرى ..
فهي حين يسقط من عينيك إنسان ما ..
لكنه لا يسقط من قلبك ..
ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين ..
وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس مزعجة ..
تـحـبــه ..
لكنك بينك وبين نفسك تـحتقـره ..
وربما حبك له أكثر من احتقارك ..
ولأن الذاكره كالطريق ..
تلتقط معظم الوجوه التي تلتقيها ..
والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا ..
فإن سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع السقوط ..
لأنه آخر مراحل سقوطهم منك ..
فالذي يسقط من الذاكره لا يبقى في القلب ..
ولا يبقى في العين ..
كم هو جميل أن نجد لأنفسنا أماكن دافئة في قلوبهم وأعينهم ..
لكن الأجمل هو أن نحافظ على نقاء هذه الأمكنة بهم ..
وإذا قررنا يوماً السقوط
.. فلنتجنب سقوط العين ..
لأن بعده يتسخ البياض وتصبح كل المساحات النقية ملوثة[/size]