[ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ]
[ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ]
خسوف القمر من الرحمن وخسوف الإيمان من الشيطان
خسوف القمر آيه وخسوف الإيمان غواية
خسوف القمر عظة وعبرة وخسوف الإيمان ندم وحسرة
خسف القمر طاعة لرب العالمين ونحن لماذا خسف الإيمان فى قلوبنا ؟؟ لماذا إنطفأ وهجه وغاب نوره .
لقد خسف الإيمان عندما تحاسدنا وتباغضنا وتقاتلنا على دنيا فانية . خسف الإيمان عندما لهثنا وراء كل بدعه وبحثنا عن كل لهو . خسف الأيمان عندما صدأت القلوب بالغفلة وتصدعت العزائم بالشقاق وخارت القوى بالمعاصى .
خسف الإيمان فانتشرت الأوبئة وتفشى الجهل وعم الفقر .
إن ما حدث فى آخر يوم من أيام السنة الميلادية كان وقفة لكل مؤمن مسلم عاقل ليفكر ويعتبر ويتدبر كما كان وقفة لآخر يلهو ويحتفل ويسهر .
وقفة المؤمن كانت فى خسوف القمر وكأن رب السموات أراد لنا التدبر والرجوع والصلاة أرسل لك أيها المؤمن وقاية من الشيطان وحماية من الفتن والبدع طلبك فى هذه الليلة لصلاة دون الفريضة وفى ليلة طيبة مباركة ودعاك للدعاء وأمر القمر أن يخسف قليلا ويخفى نوره بعض الوقت ولكن يظل نور الرحمن الساطع فى القلوب مشرقا متوهجا لا يختفى ولا يذوب طول الوقت .
لقد تذكرنا فيه يوم القيامة برهبته وعلاماته يوم يخسف فيه القمر ويجمع مع الشمس .
وأما الرغبة فهى للتقرب إليك يارب الأرض والسماء يارب الشمس والقمر الرغبة هى فى الفرار إليك ومن أنفسنا وضعفها وقلوبنا وموتها والإستجارة بك لترفع عنا ما نحن فيه من محن وأمراض وإبتلاءات وضيق فى الأرزاق .
هرعنا إليك عندما أظلمت الحياة وثقلت الأحمال وخارت القوى وضعفت العزيمة لكى تنير قلوبنا وتلم شعثنا وتهدى شبابنا وتقوى إيماننا وسألناك يارب العالمين ألا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
لقد أضاءوا الدنيا بألعاب نارية وفرحوا بالمنكر من القول والفعل وظنوا أنه النور والفرحة والسعادة ولكنهم لم يعرفوا أن هذا النور ظلام للقلوب والفرحة ما هى إلا هم وكدر وكما قال الإمام بن القيم رحمه الله ولا يسلم القلب حتى يسلم من خمسة أشياء. ** من شرك يناقض التوحيد ** من بدعة تناقض السنة ** من غفلة تناقض الذكر ** من شهوة تناقض الأمر ** من هوى يناقض الإخلاص
اللهم سلم قلوبنا من الشرك والبدع والغفلات والشهوات والأهواء وردنا إليك رداً جميلاً تائبين خاشعين مستغفرين واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر وتوفنا وأنت راض عنا .
ودمتم فى حفظ الرحمن